الصحافة‮ ‬يجب أن تنضج وتتخلص من معوقاتها

افتتح في 11/4/2009 مكتب الاتحاد الدولي للصحفيين، برعاية وزيرة الإعلام والثقافية الشيخة مي آل خليفة، وبمشاركة رئيس الاتحاد إيدن وايت في حفل كبير شاركت فيه شخصيات كبيرة، ووزراء، ومنظمات المجتمع المدني، ورؤساء وممثلو نقابات صحافية عربية ودولية، إضافة الى الصحافة المحلية.

الوزيرة مي آل خليفة اعتبرت افتتاح مكتب الاتحاد الدولي للصحفيين تعزيزاً للثقة بـ (موقع المملكة كواحة للديمقراطية في أجواء الإصلاح والشفافية والمهنية والحس الأخلاقي الحر المسؤول) ومكسباً للمشروع الإصلاحي الذي يقوده الملك. وقالت: (إن البحرين تعيش حالة حراك ومأسسة وانفتاح وتطور) متمنية أن يكون النقاش الدائر والواسع حول الحقوق والأعراف والأخلاقيات الإعلامية مصدر إثراء لا تعطيل.

وأكدت الوزيرة على موقع الصحافة وديمقراطية التعبير‮ ‬والتي‮ ‬تسعى الوزارة إلى تسييجها بالشفافية والمهنية والحس الأخلاقي‮ ‬الحر والمسؤول‮، مشيرة الى أن التوجه قائم بجدية لمعالجة الإشكالات التي‮ ‬تعرقل انسياب التداول أو تخل بأخلاقيات المهنة‮.‬

وعبرت الوزيرة عن اهتمامها بتعزيز التعددية السياسية والفكرية والإعلامية، ورأت أن حرية الصحافة والرأي يقعان في القلب من المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، مشيرة الى أنها ستدفع بلا كلل نحو تقنين حرية الصحافة كجزء من الحريات العامة التي يجب أن تتوسع وتنضج وتتخلص من كل معوقاتها القانونية والإدارية، لكي تتم الممارسة في إطار واضح مستنير، ولكي تقوم الضمانات على أسس راسخة.

ودعت الوزيرة الى الإلتزام الجمعي بالعهود الدولية للحقوق المدنية والسياسية وإعطاء هذه الاتفاقات الدولية وضع التشريعات المحلية ومراجعة القوانين والتشريعات في‮ ‬هذا الشأن،‮ مؤكدة الحاجة إلى شراكات قوية من أجل مستقبل الصحافة أخلاقياً‮ ‬ومهنياً‮ ‬ومعرفياً‮ ‬وتأهيلياً‮.

الأستاذ نبيل الحمر، مستشار الملك لشؤون الإعلام، أشار في المناسبة الى أن المشروع الإصلاحي (قد فتح أبواب الحرية أمام الصحافة البحرينية، فتنوعت الآراء والصحف والتيارات والاتجاهات، بما يعزز مسيرة الصحافة البحرينية وأجواء الحرية والديمقراطية في البحرين، وقد أصبحت البحرين بفضل المشروع الديمقراطي لجلالة الملك مركزا صحفيا هاما وورشة عمل ديمقراطية قوامها إطلاق حرية الرأي والتعبير، مؤكدا أن افتتاح مكتب الاتحاد الدولي للصحفيين يأتي معززا لأجواء الحرية والديمقراطية، وكواحد من ثمرات المشروع الوطني الديمقراطي).

أما أمين عام الاتحاد الدولى للصحفيين ايدن وايت أكد في كلمة له على أهمية ودور القانون في تمديد المساحة التي يعمل فيها الصحافيون. وأشار الى أن تدشين هذا المكتب بمملكة البحرين يعتبر خطوة جديدة نحو تميز عمل الصحافي ورفع مهنيته، مضيفا أنه ومن بروكسل سوف يتم تنظيم ندوات وورش عمل وأنشطة ومؤتمرات من أجل دفع وتطوير عمل الصحافة في المنطقة مما يحتاج إلى الالتزام والشراكة بين المنظمات الصحافية والمؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني.

في ذات السياق طالب آيدن وايت في رسالة مفتوحة، بأن يقوم البرلمان البحريني بتبني قانون الإعلام الجديد الذي سيلغي التعامل مع المخالفات الصحافية باعتبارها قضايا جنائية، وقال: (على الصحافة أن تفلت من أسر السيطرة السياسية، وهي في حاجة إلى أن تعود إلى جذورها).

وتابع: (بإمكان الصحافة القيام بذلك من خلال التأكيد على دور الإعلام ومركزيته، وموقعه الطبيعي في قلب المجتمع المفتوح، المجتمع الذي يكون الناس فيه أحرارا في التعبير عما يفكرون به وحيث يتم النظر إلى قول الحقيقة باعتبارها قضية تخدم الصالح العام). وجاء تصريح وايت بمناسبة إطلاق الاتحاد الدولي للصحفيين برنامج عمل لدعم الصحافة الأخلاقية والمستقلة في الشرق الأوسط مع افتتاح مكتب اقليمي في البحرين الذي سيتكفل بتنفيذ برامج عملية تهدف إلى اسقاط العقبات القانونية امام حرية الصحافة، كما سيعمل على نشر الوعي حول الدور المحوري للصحافة النوعية والمستقلة في عملية الاصلاح الديمقراطي في المنطقة.

وقال آيدن وايت في رسالته: (إن الاتحاد الدولي للصحفيين سعيد جداً لأن يكون مركز حملته الإقليمية للصحافة الأخلاقية في البحرين. إننا نعي ان المجتمع الصحافي في البحرين جاهز لأن يلعب دورا قيادياً في عملية تكوين نماذج جديدة في العالم العربي لصحافة قائمة على القيم).